يعد التدريب والتنمية المهنية أحد العناصر الهامة التي تساعد الإنسان على الارتقاء بمعارفه وخبراته المهنية وتطويرها فهو إما يرتقي بذلك لينال درجات أعلى في نفس عمله أو يتمكن من إيجاد أعمال اخرى أفضل ترفع من شأنه في مجتمعه، وينسحب هذا بالطبع على مجال المكتبات والمعلومات ؛ فالمكتبي يتخرج من الجامعة مكتسبا بعض المهارات والدورات الأساسية التي تمكنه من الالتحاق بسوق العمل، ولكنه عندما يلج ذلك السوق ويبدأ مرحلة جديدة في حياته يجد نفسه - ومع ما نعيشه حاليا من تطور هائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ونظم المعلومات فيما يعرف بعصر المعلومات – مطالبا بأن يواكب تلك التكنولوجيا التي أصبحت تغطي جميع العمليات المكتبية بدءا من التزويد وانتهاء بالخدمات مرورا بعمليات الإعداد الفني. والمشكلة هنا تكمن أحيانا في أمرين :
1 – ارتفاع سعر الدورات التدريبية المتخصصة في أحيان كثيرة.
2 – ندرة الدورات الفنية المتخصصة في مجال المكتبات والمعلومات وخاصة منها المتعلق بالعمليات الفنية كالفهرسة التحليلية، فهرسة المواد الإلكترونية ... إلخ.
وعندما بدأ مشروع الفهرس العربي الموحد ينطلق في سماء المكتبات العربية أدرك القائمون عليه لتلك المشاكل والتي تواجه المكتبيين وبالتالي المكتبات العربية. فاعتماد الفهرس على عمليات الفهرسة المقروءة آليا وكذلك اشتمال الفهرس على أنواع كثيرة ومختلفة من أوعية المعلومات كان لابد وأن يستتبعه معرفة من المكتبيين العاملين بالمكتبات العربية الأعضاء بنظم الفهرسة المقروءة آليا وكيفية الفهرسة من خلال نظام مارك 21 وأيضا معرفة بكيفية التعامل الفني مع مختلف أنواع وأشكال اوعية المعلومات التقليدية منها والإلكترونية في ظل النظم الآلية المعتمدة على الفهرسة المقروءة آليا. وذلك حتى تستطيع تلك المكتبات التفاعل مع الفهرس والاستفادة من خدماته بتوفير مواردها وبناء فهارسها وايضا ليستفيد الفهرس من مجموعات تلك المكتبات الأعضاء ومصادرها ليتم التكامل بين الفهرس وبين المكتبات الأعضاء. وم هنا فإن الفهرس العربي الموحد بدأ بتقديم دورات تدريبية للمكتبات الأعضاء وللمكتبيين العاملين بها من اجل رفع كفاءاتهم الفنية والمكتبية وأيضا من أجل مساعدتهم على استخدام الفهرس العربي الموحد لتحقيق أقصى فائدة من العضوية به.
الدورات التدريبية :
وتنقسم الدورات التدريبية من حيث طريقة تقديم الفهرس لها إلى قسمين :
الأول : التدريب عن بعد على الخط المباشر باستخدام الإنترنت
الثاني : التدريب بالحضور المباشر.
أولا التدريب عن بعد باستخدام الإنترنت :
حيث تحصل المكتبة حينما تنضم لعضوية الفهرس على دورة تاهيلية تمكنها من معرفة كيفية تحقيق أقصى استفادة من خدمات الفهرس العربي الموحد حيث تعرض تلك الدورة لكيفية استخدام بوابة الفهرس وما تقدمه من خدمات ، وكذلك لكيفية استخدام الفهرسة المنقولة (تنزيل تسجيلات من الفهرس) وأيضا الفهرسة الأصلية (تحميل تسجيلات للفهرس) وذلك عن بعد من خلال الاستفادة بالإنترنت في حل مشكلة اختلاف الأماكن الجغرافية.
وأيضا يتم استخدام هذا التدريب عن بعد في بعض الأحيان التي لا يتم أو يتعذر فيها الحضور المباشر على سبيل المثال بعض الجهات السعودية الخاصة بالبنات حيث يتعذر على مقدمي الدورة من الذكور التواجد بالحضور المباشر ولذا يتم استخدام هذه الوسيلة الفاعلة في هذا الإطار.
ثانيا التدريب بالحضور المباشر :
حيث يتم إقامة فعاليات الدورة التدريبية في إحدى المكتبات الأعضاء بالدولة التي ستقام بها الدورة حيث يتم الإعلان عنها قبلها بفترة تقريبا أكثر من شهر ويتم استقبال أسماء الراغبين بالاشتراك حتى نفاذ العدد المتاح وبعدها يعلن عن توقف استقبال الأسماء. ويسعى الفهرس العربي الموحد في هذا الإطار لتقديم تلك الدورات في دول مختلفة حيث يسعى لتقديمها مرة بالخليج وأخرى بالشام وتارة بشمال إفريقيا ورابعة بوادي النيل لتسمح لكافة المكتبات العربية بالحصول عليها، فالفهرس العربي هو مشروع لكل العرب. وحين تبدأ الدورة فإنها تنقسم لشقين أحدهما نظري وتمهيدي حول موضوع الدورة والآخر تطبيقي بحيث يتم تدريب المتدربين على أعمال الدورة ويتم إتاحة الفرصة لهم للتجريب بأنفسهم لاكتساب أكبر قدر من المعرفة والمهارات العملية وبإشراف مقدم الدورة. ويتم في نهايتها تقديم شهادات حضور للمتدربين.
وأهم ما يميز كلا النوعين السابقين من الدورات التدريبية أنهما يتمان بدون تحمل أية تكاليف مادية فيما يتعلق بالتسجيل والحضور والحصول على المواد التدريبية والشهادة فهي دورات تقدم تماما بالمجان وذلك إيمانا من الفهرس العربي الموحد بقيمة التطور المهني للمكتبيين بالمكتبات الاعضاء وأيضا إيمانا من الفهرس العربي الموحد بقيمة العمل التعاوني الذي يصل لدرجة التكامل بين الفهرس وبين المكتبات الأعضاء.
المساهمة الأكاديمية :
إيمانا من الفهرس العربي الموحد بضرورة المشاركة في الحياة الأكاديمية على الساحة العربية واطلاعا بدوره فيما يتعلق بمساعدة أقسام المكتبات العربية على إتاحة التدريب العملي لطلابها على المقررات النظرية والمتعلقة بالفهرسة المقروءة آليا فإن الفهرس قد أتاح إمكانية تدريب طلاب أقسام المكتبات العربية من خلال قاعدة بيانات الفهرس التدريبية وبالفعل قد تم ذلك في عدد من الأقسام الأكاديمية بالسعودية وعمان وتونس والاردن. ونأمل بمشيئة الله في استفادة باقي أقسام المكتبات العربية في مختلف الدول من هذا التدريب الهام الذي يتيح للطلاب فرصة الممارسة العملية للدراسة النظرية وأيضا هذا التدريب يقدم بدون تحمل اي مقابل مادي سواء لقسم المكتبات أو للطلاب المتدربين.
إحصاءات لدورات عام 2012 :
الأرقام دوما هي مقياس النجاح فهي لا تكذب ولا تتجمل وهي تعكس دوما وبصدق واقعا قد لا نستطيع لمسسه أو التعرف عليه إلا من خلال تلك الأرقام ونحن في هذا الإطار سنقدم بعض الأرقام والمتعلقة بالعام المنصرم فقط عام 2012 لتكون كمؤشرات على دور وأهمية الدورات التدريبية للفهرس العربي الموحد :
1 – بلغ إجمالي عدد الدورات التدريبية لعام 2012 حوالي 24 دورة منها 12 بالحضور المباشر و12 عن بعد.
2 – بلغ عدد المتدربين حوالي 450 متدرب من مختلف الدول العربية.
3 – بلغ عدد الجهات المستفيدة من الدورات التدريبية لعام 2012 حوالي 153 جهة.
4 – بلغ عدد الدول العربية التي أقيمت بها تلك الدورات حوالي 13 دولة عربية حيث يهدف الفهرس العربي الموحد لتغطية أكبر رقعة جغرافية عربية وزيارة أكبر عدد من الدول.
مميزات الدورات التدريبية :
1 – إتاحة الفرصة للمكتبيين للتدريب على دورات متخصصة في علم المكتبات والمعلومات.
2 – مجانية الدورات التدريبية التي لا تحمل المتدرب أي تكاليف فيما يتعلق بتلك الدورات.
3 – إتاحة الفرصة للمكتبيين للتعرف على مكتبيين آخرين سواء من نفس الدولة أو من دول أخرى.
4 – السياحة المهنية حيث من الممكن أن يسافر شخص من دولة لأخرى ويحصل على دورة تدريبية في تلك الدولة الأخرى وكثيرا جدا ما يحدث ذك.
5 – رفع الكفاءة والخبرات المهنية للمكتبيين ما ينعكس على عملهم بالمكتبات فيما بعد.
6 – المشاركة في الحياة الأكاديمية وخلق جيل مكتبي عربي متميز مكتسبا لمهارات وخبرات العمل الفعلي.
وأخيرا فمن خلال كل ما سبق نكون قد قمنا بعمل نظرة فوقية طائرة على عنصر التدريب والذي هو من أهم الخدمات والعمليات التي يتيحها الفهرس العربي الموحد بل ويسعى إلى نشرها في مكتبات البلدان العربية.
التعليقات