تظل المكتبات على علاقة وطيدة بالكلمة المكتوبة سواء كانت على الورق أو الميكروفيلم أو الأقراص المضغوطة أو صفحات الويب. ومع التوجهات الحديثة الآن تعمل المكتبات مع الكُتّاب والمبرمجين لإنشاء قصص تفاعلية جديدة حيث يمكن للقارئ أن ينغمس ويحاول التحكم في التدفق السردي. وغالبًا ما يكون السرد القصصي أكثر شيوعًا للأطفال وفي بعض الأحيان للبالغين. وتأخذ رواية القصص الرقمية خطوة إلى الأمام عن الرواية التقليدية مضيفا إليها البعد التكنولوجي والمصادر المرتبطة بها والتي توفرها هذه التقنيات من خلال استخدام الشبكات الاجتماعية، وأدواتها مثل مواقع مشاركة الفيديو والمدونات والمنتديات الأخرى على الإنترنت. ويعد سرد القصص الرقمية شكلاً قصيرًا من أشكال إنتاج الوسائط الرقمية التي تتيح للأشخاص العاديين مشاركة جوانب قصتهم. وقد تناولها الإنتاج الفكري بأكثر من تعريف : فهي واحدة من الأدوات الجديدة والمثيرة للتكنولوجيا التعليمية والتي أصبحت متاحة للاستخدام في الفصول الدراسية. كما أنها أحد منتجات الوسائط المتعددة التي تتكون من الشرائح والصور والفيديو والخلفيات الموسيقية أو الصوت والتعليق الصوتي. فهي إذن تمثل عملية الجمع المنظم بين القصص التقليدية وتوظيف التكنولوجيا الرقمية أو بين السرد الشفهي والمحتوى الرقمي الذي يشمل الصوت والصورة والفيديو وهذا يعني أن أي شخص مع الكمبيوتر بإمكانه أن يحكي قصة وأن ينتجها في شكل فيديو قصير وأن ينشرها عبر الإنترنت أو عبر أقراص مضغوطة. كما يقصد بحكي القصص الرقمية بأنها شكل قصير من الوسائط الرقمية التي تتيح للناس وبشكل يومي الفرصة لتبادل الخبرات المتضمنة في بعض جوانب قصص حياتهم.
تبنت العديد من المكتبات العامة والأكاديمية سرد القصص الرقمية. وتستخدمها بعض المكتبات لأغراض تعليمية، وتطور فيها محو الأمية التكنولوجية، بينما تستخدمها مكتبات أخرى، مثل مشروع Agora في مكتبة DOK بهولندا، لإشراك المجتمع بغض النظر عن مكان وكيفية استخدامها، فإن سرد القصص الرقمية هي وسيلة حقيقية للقرن الحادي والعشرين يمكن للمكتبات من خلالها التواصل مع مجتمعاتهم.
مكتبة DOK بهولندا
وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تشترك بها المكتبات في عملية سرد القصص الرقمية ، حيث توفر Kelly Czarnecki ، أخصائية المكتبات في المكتبة العامة لمقاطعة شارلوت ومكلنبورغ في ولاية كارولينا الشمالية بعض الأسباب التالية التي تجعل المكتبات مهتمة برواية القصص الرقمية
- يتضمن سرد القصص الرقمي تخصصات متعددة ، بما في ذلك المهارات الأدبية، والقضايا القانونية (حقوق النشر)، وتكنولوجيا المعلومات ، مما يتيح للمكتبات فرصة للترويج للمعرفة المحيطة بهذه المواضيع.
- يساعد سرد القصص الرقمي في بناء المهارات ذات الصلة بالقرن الحادي والعشرين، من القراءة والكتابة إلى مهارات الكمبيوتر. بالإضافة إلى ذلك إنها تعمل أيضًا على تطوير مهارات الاتصال.
- يوفر سرد القصص الرقمي طريقة لمشاركة الذاكرة الجماعية للمجتمعات. يمكن التعبير عن التاريخ والثقافة ومعتقداتها وقيمها المتأصلة من خلال وسيط رقمي ومشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
عندما سئل Deert Van Den Boogaard ، مدير مشروع "صور المستقبل" بمركز مؤتمرات مكتبة DOK في هولندا عن سبب وجود سرد القصص الرقمي في المكتبة ، أجاب قائلاً: "نرى المكتبة كمكان حيث يجب أن تتجمع كل المعرفة والمعلومات والثقافة والقصص الموجودة في المدينة"
يعبر هذا الموقف عن تحول المكتبات كمزود للمواد إلى الميسر لإنشاء المواد التي تأتي من المستخدمين. فقد يشتمل مشروع Agora: Storyboard of Your Life في مكتبة DOK على أشخاص عاديين يدخلون المكتبة ويتفاعلون مع معرضها حيث يُسمح للأشخاص بإضافة قصصهم الخاصة ومقاطع الفيديو والنصوص والصور وغير ذلك، مما يسمح للمعرض بالنمو من خلال المشاركة المجتمعية.
فيديو عن مركز مؤتمرات مكتبة DOK ومشروع Agora
المصادر
- عبد الباسط، حسين محمد. مواقف عملية لاستخدام حكي القصص الرقمية في تدريس المقررات الدراسية.- مجلة التعليم الإلكتروني. – عدد 1 (2016).- استرجعت 28/2/2020. من http://emag.mans.edu.eg/index.php?page=news&task=show&id=431
- THE CASE FOR DIGITAL STORYTELLING IN LIBRARIES. Retrieved 28/2/2020 . from https://librarydigitalstorytelling.wordpress.com/why/
التعليقات