تحتوي فهارس المكتبات على ملايين من التسجيلات الببليوجرافية التي تمثل صورة للحضارة الإنسانية المدونة بمختلف لغات العالم وتتميز هذه التسجيلات بدقة وسلامة ما تقدمه من بيانات، ولكن لا يمكن الوصول إلى هذا الكم الموثوق من المعلومات سوى بالبحث في فهارس المكتبات وفي ظل تطورات البحث على شبكة الإنترنت أصبح الخيار الأخير للمستفيد هو البحث في فهارس المكتبات، فقد نجح محرك البحث جوجل في التمكن من أن يبدا البحث من خلاله في إجراء البحوث العلمية، فلم يعد البحث يبدأ في المكتبة كما كان سابقا، بل يبدأ من جلال واجهة محرك البحث (جوجل)، وعادةً بمقالة ويكيبيديا الأكثر ارتباطًا؛ ويرجع التفسير المحتمل لهذا الانخفاض هو تصدر ويكبيديا في أولى نتائج البحث، فضلا عن ظهور بعض من العوامل التكنولوجية التي تأثر بها المستفيدين ومن أهمها الأساليب والتقنيات المستخدمة حاليا لدى وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد اهتمامات المستفيدين وإرسال لهم الإعلانات عن الأشياء بمجرد التحدث عنها مع المحيطين بهم، أو مجرد استخدامهم لكلمات مفتاحية داخل محركات البحث والتصفح لبعض المواقع بشكل مباشر، وأصبح مبدأ هذه المواقع هو الوصول لاحتياجات المستفيدين أينما وجدوا من خلال استهداف شريحة معينة من المستخدمين الذين يملكون ميزات مشتركة ومتشابهة وإشعارهم بالإعلانات ذات الصلة؛ لذلك ينبغي على فهارس المكتبات مواكبة تطور احتياجات المستفيدين والباحثين والتي أصبحت مبنية على مبدأ مضاد لما بنيت عليه وهو مبدأ الوصول للمستفيد أو الباحث وليس العكس وبدأ هذا المبدأ في الانهيار أمام التطورات التكنولوجية والتي جعلت للآلة منطق وطريقة تفكير وجعلت بعض المعلومات الذي يحتاجها الباحث ترد إليه دون طلب؛ لذا يستوجب على المكتبات التواءم والتوافق في توظيف التقنيات التي تسهم في جذب المستفيدين لديها مرة أخرى وتقديم خدمات معلوماتية احترافية، ومن ضمن الخدمات التي يمكن تقديمها هي خدمة البث الانتقائي للمعلومات مستندة على نفس المبادئ التي تعتمد عليها وسائل التواصل الاجتماعي الآن بما يتناسب مع بنية ومفهوم الفهارس.
ماذا تعرف فهارس المكتبات عن سلوكيات المستفيدين؟
تاريخ الميلاد، والاسم، والعمر، والوظيفة وأحياناً مجالات الاهتمام، وغيرها من البيانات التي قد تختلف من مكتبة لأخرى في تسجيلها لبيانات العضوية داخل المكتبات أو استمارات التسجيل بالفهرس المتاح على الخط المباشر، ولكن مع كل هذه البيانات ينبغي لفهارس المكتبات أن تتعرف بشكل تلقائي على الاهتمامات الموضوعية الأخرى التي يحرص عليها المستفيدين والتي ربما تتغير بين عشية وضحاها، وكذلك في ظل الانفجار المعلوماتي والبيانات الضخمة التي ينتجها البشر يوميا؛ يحتاج المستفيد أن يكون على متابعة دورية بالمستجدات التي يتم طرحها على الساحة بشكل دوري، وأولى هذه القنوات التي يمكن أن يستمد منها معلوماته هي فهارس المكتبات في المقام الأول، فماذا لو قامت فهارس المكتبات بتطبيق مبادئ وسائل التواصل الاجتماعي والوصول للمستفيد ومتابعة اهتمامته أينما وجد وذلك بما يتناسب مع بنية ومفهوم الفهارس المتاحة على الإنترنت. ولن تتم تلك المتابعات بانتظام إلا من خلال تتبع سلوكيات بحث المستفيدين داخل الفهرس، مع وضع في الاعتبار الموافقة على الشروط والأحكام من قبل المستخدم قبل الشروع في تتبع سلوكيته، ويمكن أن نطبق بعض من هذه الأفكار بناءً على ملفات "كوكيز" أو تقنية الملخص الوافي للموقع (RSS) من أجل تتبع اهتمامات المستفيدين وتحسين تجربة استخدام الفهارس، وفيما يلي بعض من الأفكار المفيدة لتسخير التكنولوجيا من أجل مصلحة المستفيد وتقديم خدمات تكنولوجية مواكبة لاحتياجات العصر.
- ملاحظة سلوكيات البحث في فهرس المكتبة وربطها بحسابات IP للأجهزة من حيث اختيار الموضوعات البحثية، ولغة البحث والموقع الجغرافي للمستفيد؛ مما يساعد المكتبات في التعرف على الاهتمامات الموضوعية واللغة المفضلة في قراءة الإنتاج الفكري وبلورة هذه المتطلبات وفق الموقع الجغرافي للباحث.
- ملاحظة التسجيلات المحفوظة في مفضلات الفهرس والتي تعطي مؤشر جيد في اختيار الموضوعات.
- تتبع الإعجابات لبعض التسجيلات داخل الفهرس.
- مراقبة التعليقات التي يقوم بإضافتها على بعض التسجيلات .
- العناية بالموضوعات المستعارة .
- فحص الاهتمامات الموضوعية في استمارات الاشتراك بالمكتبة.
- التدقيق في الاستمارات الخاصة بالخدمة المرجعية وخدمات الرد على الاستفسارات عبر خدمة (أسال مكتبي)
كيف نخطر المستفيد بالمصادر الحديثة؟
تعتبر الإشعارات داخل الفهرس مهمة لأنها تساعد المستفيدين بتتبع أحدث الإصدارات والمنشورات في مجال اهتمامتهم. كما أنها تساعد في التأكد من أن جميع الأطراف المهتمة على دراية بالمعلومات ذات الصلة ولديها الفرصة بالاطلاع على هذه الإضافات. ويمكن أن يساعد نظام الإشعارات في الفهرس على إخطار المستخدمين بعدد المصادر الحديثة المتعلقة بحساباتهم، بما فيها من كتب ودوريات ومقالات ... ذات الاهتمام، ويمكن أن تختار المكتبة نظام الإشعار الخاص بالمصادر الحديثة داخل الفهرس على الإنترنت بالشكل المناسب لها، وفيما يلي بعض الاقتراحات التي يمكن أن تختار منها المكتبات في تنبيه المستفيدين بالمصادر المضافة داخل قاعدة البيانات.
- إشعارات البريد الإلكتروني : إرسال قائمة بالبيانات الببليوجرافية للمصادر المضافة حديثًا داخل القاعدة ذات الصلة باهتمام المستفيد من خلال ملف إكسيل مهيكل بالبيانات الببليوجرافية البؤرية.
- القائمة اليمنى داخل واجهة الفهرس : يظهر للمستفيد بعد التسجيل على حسابه الخاصة؛ قائمة بالمصادر المضافة حديثًا التي يبحث عنها بانتظام في الفهرس.
- التنبيهات : ظهور أيقونة أعلى صفحة الفهرس بجوار اسم المستفيد بإشعاره بعدد المصادر المضافة حديثا داخل القاعدة وروابطها .
التعليقات