تؤثر جائحة كورونا على الملايين من البشر وعلى ممارسة حياتهم اليومية، فمن خلال هذا الموضوع نناقش كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في الحد من انتشار فيروس كورونا في حياتنا اليومية وبقطاع المكتبات بشكل خاص، ونوصي أيضا ببعض المقترحات في استخدام تقنية QR في قطاع المكتبات للحد من تلامس الأشياء المادية ومنع انتشار العدوى عندما تفتح المكتبات أبوابها مرة أخرى للجمهور.
عندما نلقي نظرة على تقنية QR واختراعها من قبل اليابان، نجد أن البطل الحقيقي في التصدي للجائحة الآن باستخدام QR هي دولة الصين. فمع أكثر من 1.3 مليار شخص، كانت البلاد بحاجة إلى طريقة لتبسيط العمليات اليومية بقطعة بسيطة وفعالة من التكنولوجيا. فاستخدمت دولة الصين رموز QR في العديد من الطرق بدءا من من المدفوعات الإلكترونية إلى الإعلانات، إلى تطبيقها امؤخرا لمكافحة فيروس كورونا المستجد (COVID-19) والذي كان له تأثير كبير على الرعاية الصحية.
قامت الصين خلال الفترة الماضية بإنشاء تطبيقًا للهواتف الذكية يمكّن الأشخاص من التحقق مما إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالفيروس. يملأ الأشخاص تفاصيلهم في استبيان، وعند الانتهاء، يتم تعيين رمز QR القائم على الألوان الذي يوضح حالتهم الصحية.
يتكون رمز QR من ثلاثة ألوان: الأخضر لعامة الناس، والأصفر للأشخاص العائدين من البلدان المتضررة، والأحمر للمرضى أو الحالات المشتبه فيها أو الأشخاص الخاضعين للمراقبة الطبية. وهناك نقاط تفتيش في معظم الأماكن العامة حيث يتم فحص رمز QR ودرجة حرارة جسم الشخص. ويُسمح للأشخاص الذين لديهم رموز خضراء على QR في المجالات العامة بالتجول، بينما يُنصح الأشخاص الذين لديهم رموز صفراء وحمراء بالبقاء في منازلهم أو مستشفيات العزل وهذه التقنية كانت لها بالتعبية التأثير الكبير في زيادة الكفاءة في المستشفيات .
فقبل تطبيق رموز QR الصحية ، كان على المرضى أن يجتازوا سلسلة من الأسئلة التي يطرحها الأطباء ، وغالبًا ما يستغرق هذا عدة دقائق حتى تكتمل الأسئلة. بالإضافة إلى ذلك، ورد أن بعض المرضى كذبوا حول ما إذا كانوا قد سافروا إلى المناطق المتضررة من تفشي الفيروس التاجي فقط للحصول على الخدمة التي يحتاجونها، ومع استخدام رمز QR لتأكيد الحقيقة حول حالتهم الصحية ، يمكن لأولئك الذين لديهم رموز خضراء استخدام المستشفيات بحرية . ووفقًا لتشن فانغ، سكرتير الحزب في مستشفى Shanghai Sixth People، فإن نظام QR Code يوفر الراحة للمرضى والمستشفى على حد سواء، حيث تم إجراء الفحوصات المبكرة مسبقاً، وبالتالي القضاء على قوائم الانتظار الطويلة للتسجيل فقط.
كيف للمكتبات أن تستخدم رموز QR للحد من انتشار جائحة كورونا؟
وللإجابة على هذا التساؤل ستحتاج المكتبات الآن أن تزيد من استخدام رموز QR داخل الزوايا المختلفة من المكتبات لتقلل من فرص تلامس الأشياء المادية، وتقليل من انتشار العدوى؛ حيث اكتشف العلماء الذين يدرسون الفيروس التاجي أن الفيروس يمكن أن يصيب الشخص من خلال ملامسته للأشياء اليومية، وباستخدام أكواد QR يمكن على الأقل إبطاء انتشار فيروس كوفيد-19 من خلال إتاحة الوصول إلى الأشياء اليومية دون لمسها على الإطلاق. وبناءً على حجم رمز QR، يحتاج الشخص فقط إلى 25 سم (10 بوصات) كحد أدنى لمسح رمز QR ضوئيًا، أو بالمقارنة يمكن أن تتفاعل تقنية التواصل قريب المدى (NFC) فقط عندما يتم إحضارها في حدود 4 سم (1 بوصة) من بعضها البعض.
التفاعل مع رمز الاستجابة السريعة على مسافة لا تقل عن 25 سم
وبناء على ذلك يمكننا في قطاع المكتبات من إضافة المعلومات النصية التي يمكن أن يلامسها أو يحتك بها المستفيدون بشكل يومي من خلال توزيع رموز QR وقرائتها من قبل تطبيق قاريء رموز QR المتاح لدى المستفيد، مع أخذ المكتبة التدابير اللازمة لمنع انتشار الفيروس بسبب التزاحم، ويمكن أن تنفذ هذه الأفكار في المناحي التالية:
§ استخدام فهرس المكتبة: فبدلاً من استخدام الحاسبات الشخصية داخل المكتبة وتلامس الشاشة باليد؛ يمكننا الاستعاضة بذلك بتوفير رمز QR للدخول مباشرة على الفهرس المتاح على الخط المباشر الخاص بالمكتبة وتنفيذ نفس المهمة ولكن من خلال الهواتف الذكية.
§ تسجيل الحضور المباشر داخل المكتبة بدلاً من الورقة والقلم: وذلك من خلال رابط تضعه المكتبة بتسجيل البيانات الحاضرين مخزن في شكل QR وطباعته عند مدخل قاعات الدخول.
§ تحصيل اشتراكات العضوية الجديدة و / أو تجديدها: وذلك من خلال القبول الإلكتروني للمدفوعات عن طريق تقنيةQR ، لسهولة استخدامها وأمانها فى تنفيذ وقبول المدفوعات إلكترونياً؛ حيث تسمح التقنية الجديدة للمكتبة والمستفيد بتنفيذ عمليات الدفع والتحصيل الإلكترونى مقابل مسح رمز QR Code الذي تعرضه المكتبة بشكل ظاهر أمام عملائها، فتظهر بيانات المكتبة ويقوم المستفيد بإدخال المبلغ المراد سداده على الهاتف المحمول، ليتم الدفع مباشرة إلى حساب المكتبة مع إرسال إشعار فوري لكلا الطرفين بإتمام العملية.
§ تجديد وحجز الاستعارة: وذلك من خلال إتاحة رابط التجديد والحجز الإلكتروني ويمكن أن تتم هذه العملية أيضا عن بعد دون الحاجة إلى التواجد المباشر داخل المكتبة.
§ الموارد الرقمية: يمكن توزيع رموز QR بين أرفف الكتب التي يمكن أن تتوافر بشكل رقمي مثل إتاحة النص الكامل لموارد المعلومات التي سقطت بحكم السنين حقوق ملكيتها الفكرية، أو إتاحة نصها الكامل داخل أي فهرس مكتبة آخر، أو إتاحتها ضمن المستودع الرقمي أو المكتبة الرقمية الخاصة بالمكتبة نفسها.
§ الجولات الاسترشادية: توزيع رموز QR في مناحي المكتبة وإضافة تعريف بكل جانب داخل المكتبة مثل قاعات الاطلاع وقاعات الموارد الإلكترونية وقاعات الدورات التدريبية ... إلخ.
§ توفير قنوات متعددة للتواصل: فبدلا أن يتوجه المستفيد الى أخصائي المكتبات لتوجيه الاستفسار المباشر؛ يمكن أن يستخدم خدمة اسأل اخصائي المكتبة والتي يمكن قرائتها مباشر من رموز QR الموزعة داخل جوانب المكتبة أو رمز QR للبريد الإلكتروني أو رمز QR للرسائل القصيرة بحيث يمكن للمستفيد من مسح رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية وإرسالها إلى أخصائي المكتبات في ثواني أو استخدام رمز QR الخاص بصفحات التواصل الاجتماعي لإعادة توجيه المستفيدين الأكثر ذكاءً في التكنولوجيا لإرسال تغريدة أو رسالة مباشرة عبر برامج المحادثات الإلكترونية.
§ توفير طرق مختلفة للوصول إلى المعلومات: كل شخص يحصل على المعلومات بشكل مختلف ولهذا من المهم داخل المكتبة من توفير قنوات متعددة لمشاركة المعلومات وذلك لتقليل ملامسة الأشياء المادية ويمكن إثراء ذلك بإضافة ملصق QR بمقاطع الفيديو أو الملفات الصوتية الخاصة بالكتب أو بالمعلومات الإخبارية الجديدة ... إلخ.
§ الإعلان عن الموارد: للمساعدة في إبطاء انتشار الفيروس التاجي على الأسطح يمكن للمكتبات التخلص من الإعلانات الورقية، واستبدالها برموز QR فقط على أبوابها.
المصدر
- Using QR Codes to Curb Coronavirus at Your Healthcare Facility. Retrieved 25/4/2020 . from https://www.qr-code-generator.com/blog/qr-code-use-healthcare-coronavirus/
Commentaires